في خطوة هامة لكرة القدم التونسية، صادق المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يوم 9 أبريل 2025 على مقترح تقدمت به الجامعة التونسية لكرة القدم، يقضي بإقرار مشاركة المنتخب التونسي لأقل من 20 سنة في نهائيات كأس إفريقيا، والتي تُقام في مصر خلال شهر أبريل الجاري.
يأتي هذا القرار بعد سلسلة من المداولات والنقاشات داخل أروقة الكاف، حيث رأت الهيئة التنفيذية أن المقترح التونسي يستند إلى معطيات واقعية وقانونية، وأن مشاركة تونس ستُثري المنافسة القارية بالنظر إلى المكانة الكروية التي تحتلها البلاد في الساحة الإفريقية، خصوصًا على مستوى المنتخبات الشابة.
خلفيات القرار:
كانت تونس قد احتلت مرتبة متقدمة في التصفيات، إلا أن بعض الأمور الإدارية والجدلية المتعلقة بالتنظيم كادت تحرم المنتخب من الحضور في النهائيات. لكن تحرك الجامعة التونسية كان سريعًا، حيث قدّمت ملفًا مدعومًا بمواقف قانونية وأدلة فنية تؤكد أحقية المشاركة، ما لاقى قبولًا وتفهمًا داخل لجنة المسابقات بالكاف.
وقد عبّرت الجامعة التونسية، في بيان رسمي، عن ارتياحها لهذا القرار، مؤكدة أن الهدف الأسمى هو تمكين الشباب التونسي من خوض منافسات عالية المستوى، وتمثيل الراية الوطنية في المحافل القارية.
ردود الأفعال:
لاقى القرار ترحيبًا واسعًا في الأوساط الكروية التونسية، حيث عبّر عدد من الفنيين واللاعبين السابقين عن سعادتهم بعودة تونس إلى الواجهة القارية في فئة أقل من 20 سنة، مشددين على أهمية هذه المشاركات في تطوير المواهب الشابة، وصقل مهاراتهم.
من جهته، أكد المدير الفني للمنتخب التونسي U20 أن الفريق جاهز بدنيًا وذهنيًا للدخول في المنافسة، رغم ضيق الوقت المتاح للتحضير. وقال في تصريح إعلامي: "كنا نتابع القرار بترقب، واليوم نحن مطالبون بالتركيز الكامل والعمل على تشريف الكرة التونسية".
أهمية المشاركة:
تمثل بطولة كأس إفريقيا للأمم لفئة U20 منصة أساسية لتسويق المواهب الشابة للمنتخبات الكبرى، فضلًا عن فتح أبواب الاحتراف أمام العديد منهم. كما أنها تُعد محطة مهمة في مسار الإعداد للمنتخب الأول، حيث تخرّج منها سابقًا أسماء لامعة على غرار يوسف المساكني، علي معلول، وعيسى العيدوني.
يُذكر أن النسخة الحالية من البطولة تحتضنها مصر بمشاركة منتخبات قوية على غرار السنغال، نيجيريا، غانا، المغرب، والجزائر، مما يجعل المنافسة على أشدها.
الآفاق القادمة:
ينتظر الشارع الرياضي التونسي أداءً مشرفًا في البطولة، خاصة في ظل وجود جيل واعد من اللاعبين الذين ينشطون محليًا وأوروبيًا. وستكون أولى مباريات نسور قرطاج الشبان في الأيام القليلة القادمة، وسط تحضيرات مكثفة واهتمام إعلامي متزايد.
قرار الكاف يعيد الأمل لكرة القدم التونسية في بناء قاعدة قوية للمستقبل، ويعكس نجاح الجامعة في الدفاع عن حقوقها بكل احترافية. ويبقى التحدي الأكبر الآن هو تحقيق نتائج إيجابية تليق باسم تونس وتثبت أن تواجدها في النهائيات كان عن جدارة واستحقاق.